الثلاثاء، 4 نوفمبر 2008

نحلٌ وبلاّن


































وخزٌ من الزمن السحيق
يرتفع أملاً
يجري بلا نعل
يدمر الأوهام
يستلقي مع جسد القوارض
خوف القنص
يغذي قلبه بالرعب
يعاند الأرواح
قبل خرو جها بالصمت
مكلفٍ يحمل حقائبه
أوراقها ... أحكامها
إقصاء مملكة الربيع
عن فعل ما تبنيه
شوقاً للنظر
و الخوف من جسدٍ
أطرافه شمعٌ
و الباقي بالونٌ
يحاصره الهواء
جسدٌ يعيش مصيره
بالزنبق الجبلي
و مروج سهل الغاب
يرحل فوقها نحلٌ
و شهد في وعاء الصمت
له طعم الأحاسيس
ورقة جدولٍ
في ماء عين الورد
ينتفخ السؤال
عن منشأ الأحلام
بين الليل و موجات المشاوير
تروي قصة سمعت
من عاشق وهب الكلام
صديقه في دفتر الأحلام
عطاؤه عسل الزمان
فدار الكون مقلوباً
و تغيرت دوراته
عكس الزمان وجوده
و تغيَّر الإنسان أيضاً
الرأس ينزل كي يلامسه التراب
و الساق ترفع عزَها رأساً
مقلوبةٌ أنت الحياة
و مصيرك المقلوب
أدماه الممات
كم عشنا في قصص العفاريت
و عشق من عشق الجمال
و فوارسٌ ناموا على أسمائهم
أسماء من ركب الحمار
يمسك الحمل المهدد بالسقوط
و الشاعر المعذور من قول الحقيقة
المغدور بالحب العفيف
و بُعده الجسدي
عن حس التجاذب بالمكان
عن لمسة الترياق
من عسل الشفاه
و رقَة النظر لغانية
توحي بأن مجاهل السفر البعيد
تجري في مسالك قلبها
في كل غصن من جوارحها
مأوى الشارد المحروم
في وطن السكن
و مصدر الآمال في عصر المحن
و رنين ملعقة الطعام
توحي بأن جذورنا
نامت مع العرزال
في مقهى القوارض
و سوسة الحت البطيء
نامت مع السكين تجرف
غصنها الخمري نيراً
و محراثاً من عيون الشوق
تربطنا بها عذريَّة القمر
بوادينا الجميل
و وديانٍ لها في جسمنا مرعى
لأنياب الزمن
و ملاعق التوت
صديقة (اللقن ) المحمَر
من عجين الطين
مهلوسة تغفو به
و تراب حب الياسمين
منازلنا
لها في القلب تذكار السنين
و جرة البنت المدلَّعة
تحاكي طريقها في الليل
تروي مع نبع المحبة
روائع القصص المعذبة
بجوار صخرته
عاشت ملايين القبل
عاشت بنات الليل
في وجه السهر
(و البرش ) غاص به اللبن
يهتز مرتعباً
من مسكة اليد المربعة
العجلى لتحضير الزبد
فجراً يغذيني
و أشرب ماءه في ليل تشرين
لنا الريحان مدقوقاً
(بجرن ) حديثنا
و حديثنا (جرنٌ ) من الأوهام
نطلقها
تخرج من حقول الصمت
بلآَناً
يسيَِّج دارنا بالحب
و( قفيرنا) تأتي
من تيننا النعسان
على (شنبوطنا )المنشور
مع سطح الزمان
هنا من قدر الإنسان
أعطاه الأمان
أعطاه زنبيلاًَ من التمر المرطب
و التين المجفف
و زيتاً من حقول البعد
بخابيةٍ
متعرجاً متجعداً
كبسوه معصوراً
بمعصرة الحجر
بمعصرة الدموع من البشر
من تلة البعد الرهيب
و الليل متصلٌ
مع الصبح العجيب
و رغيفنا تسري روائحه
من التنور
تلامسنا كطعم الحب في الزيتون
هنا عمق
يضم ما اشترته لنا السنون
بالعيد تشترك الصبايا
مع رقصة قسماتها
بين الجفون
تلاقي البيدر المرمي
في قعر العيون
سنابله تقابل دمعة ً خرجت
بقربها الخرنوب
ينشر طعمه أفقاً
لمن تعب الدوار
خلف مرج القطع
بالسير الخفيف
تعلقت أحلامه
أشواك ذاكرة السنين
و عاد من حلم اليقين
لطفله المنشور في وسط السرير
زغاريد
للمقطع الليلي
و عرس زواج أرملةٍ
و طفليها
لمن وهب الشباب
لمصير إحياء التراث
و لفَ الجرح
في لغة الوصال
أدبٌ يحصنه البكاء
لفراق راعية الحياة
و قلبها الملهوف
لمن غابت موارده
من وجه أحلام الصغار
و أدار ظهره غائباً
عن عالم فيه رحيل الاختصار
أبعادنا في جسمنا انغمست
يعاشرها البعيد
تنام ساكنةً
فالعين أغفاها النعيم
نظراً لطول بقائها
مفتوحةً
تراقب من يصادف بسمةً
أو.... وردةً
و قصة الأم الحنون
لعمنا (المكسيم)
حكايا شهرزاد
و شعر نيرودا
و معالم الحرف العتيق
تراه
بمشاعر الآلام ملتصقاً
في حضن تنظيم الحقول
و زراعة الأقلام
في بعد السكون
غياب أحلام البراءة
من تعب الوصول
لمراتب الشرف الرفيع
و حضن المجد من وعي الحقيقة
تعلو دوائره ترمم الأقوال
من طول الحساب
تتطابق الأفعال أموالاً
و الحلم يرفع سعره
من شقة صغرى
و بيت من قصيد
حجريةٌ أنت البيوت
غيَرت موقعك
بمزرعة على أبهى مكان
تحكي معزتها
و معزة البرغوث في أحضانها
و قطةٌ تزهو على أدب المكان
ترنو وراء فراشةٍ حيرى
و كلبٌ ينتظر أملاً
لغانيةٍ ترافقه على درب الحنان
يعيش سر وجوده
يهوى العجيب من العجب
يحاكي أحلام الشعوب
بوابل الكلمات يأتيها
من برجها المدهون ألواناً
ومن ماء الذهب
تغازله البرامج و الجيوب
ترفض الكلمات لملمة الجواب
يهبط كل ما يدري به
و ينام في قلب الحجر
من أين يختنق البشر ...؟
بالعيش في سكن الخواء
بالغوص تحت الماء
أم سرقة الإغواء
تجذب كلَّ من كبرت يداه
لقضم الفطر و العطر
و اموال الزكاة
لضم الناطق الرسمي
و الصحفي
الراقص الشعبي
و رسام الوجوه
و بيوت رأس المال
يمسكها
يثبتها بربطة عنقه
الحمراء و الخضراء
مع نجم المجرة في خزانته
و لوحة كتبت معالمها
بالماء و البخور
و بهجة الضحك المغلف بالسرور
في قسمها العلوي
يمكن أن ترى
قولاً لمأسور
قولاً لمهموم
من تحريف ذاكرة العباد
و كتابه الصيفي
يحرق في اليباب
كلماته الأولى تذكِّرنا
بأن العز غاب مع الضباب
و العالم المجهول في سكن الثياب
أسرع و خبَر عالم الآثار
أن الموقع السفلي
تجري دماؤه نبعاً
من تمزيق أنسجة اللعاب
و تقطعت أوصال خاصرة الحبال
طقطقات الصوت
يكسرها الصراخ
تهوي إلى عمق التراب
أسرع و خبَر عالم الأسرار
بأن القول في عمقي
بلا أسرار

ليست هناك تعليقات: